في البداية فالتحاليل الطبية الشاملة تساعد على الكشف المبكر عن الأمراض ومنه علاجها قبل فوات الأوان، قبل الوصول الى حالات متقدمة من المرض لا قدر الله، والرائع أنّ هذه التحاليل بسيطة وغير معقدة.
كما هو معلوم أن التحاليل الطبية الشاملة تشمل عددًا كبيرًا من الفحوصات والتي تعتبر مهمة وأساسية منها ما يتطلب سحب عينة من الدم أو أخذ عينة من البول، ومن خلال تحليل هذه العينات يمكن معرفة الكثير من الخصائص عن صحة الجسم وسلامته، وفي هذا الصدد سنذكر فيما يأتي أهمّ التحاليل الشاملة التي عادة ما يطلبها الطبيب من أجل الإطمئنان على صحة المريض :
1- تحليل صورة الدم الكاملة (Complete blood count=NFS)
وهو أكثر التحاليل الشائعة التي يطلبها الطبيب للاطمئنان على الصحة، ويقيس هذا التحليل مجموعة من المكونات منها:
○ خلايا الدم البيضاء (WBC=GB) مع تبيان أنواعها المختلفة ونسبها والتي تعطينا فكرة عن مستوى مناعة الشخص.
○ خلايا الدم الحمراء (RBC=GR).
○ الإيماتوكريت (Hematocrit).
○ الإيموجلوبين (Hemoglobin) والذي يعطينا فكرة عن مستوى فقر الدم.
○ متوسط حجم كريات الدم الحمراء (MCV).
○ عدد الصفائح الدموية (plt).
هذا التحليل يساعدنا في تشخيص الوضع الصحي للشخص ويكشف لنا الإصابة أو عدم الاصابة ببعض الوعكات الصحية مثل: فقر الدم، و الإلتهاب كالتهاب الأذن مثلا أو التهاب اللوزتين، كما يمكنه ان يشخص لنا فقر الدم وضعف جهاز المناعة.
2- تحليل الدهون والكولسترول
ويقيس هذا التحليل مستوى الدهون في الدم، ويعطينا مقاييس انواع الكولسترول والتي هي :
○ الكوليسترول الكلي (Total cholesterol).
○ الكوليسترول الضار (LDL).
○ الكوليسترول النافع (HDL).
وكذلك الدهون الثلاثية (Triglyceride).
عند إجراء هذه التحاليل والتي تعتبر مهمة جدا تتضح الصورة ويمكننا من خلالها معرفة آحتمالية إصابة الشخص بأمراض القلب والشرايين في حالة ما إذا كانت مستوياتها غير طبيعية.
3- تحاليل الغدة الدرقية:
ونخص بالذكر هنا ثلاثة أنواع TSH والذي يعتبر هرمون الغدة الدرقية بلا منازع اسمه الثيروتروبين او التيريوستيميلين. وهو هرمون من أصل الغدة النخامية ويعمل على تحفيز وتنظيم إفراز هرمونات الغدة الدرقية الأخرى الثيروكسين الحرّ في الدم FT4 وثلاثي يود الثيرونين FT3 ، هذه الإختبارات الثلاثة تهدف الى التأكد من سلامة الغدة الدرقية وتفاعلها مع الهرمونات المنشطة لها.
كما أن نتائج هذا التحليل تنبئ الطبيب بآحتمالية الإصابة بمحموعة من المشكلات الصحية كفرط في نشاط الغدة الدرقية أو قصورها او انخفاض مستويات البروتين في الدم وكدا المستويات الغير الطبيعية لهرموني الإستروجين والتستوستيرون.
4- تحاليل الفيتامينات وبعض المعادن،
هذه التحاليل تعطينا قياس مستويات الفيتامينات والمعادن الأساسية في الدم لمعرفة النقص في مستوياتها، مثال ذلك :
○ فيتامين د
○ فيتامين ب12
○ مخزون الحديد (Ferritin)
○ الكالسيوم.
5- تحاليل الكلى
والتي تعتبر من التحاليل التي يطلبها الطبيب بشكل إعتيادي و دوري من أجل الإطمئنان على الكلى والتأكد من أدائها لوظائفها بشكل طبيعي، ونلخص هذه التحاليل فيما يلي:
○ الكرياتينين في الدم.
○ اليوريا في الدم .
وقد يصل الامر الى طلب سيستاتين سي (Cystatin C) وكذلك معدل ترشيح الكلى (eGFR).
أي خلل في نتائج هذه التحاليل قد يندر بالإصابة بمشكلة مؤقتة أو مزمنة في الكلى لا يمكن الجزم،التقدير والصلاحية تبقى دائما للطبيب المعالج.
6- تحاليل الكبد ووضائفها
هذه التحاليل تعطينا صورة عن مدى فاعلية الكبد وقيامه بوظائفه بشكل طبيعي، ومن هذه التحاليل هناك :
○ إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (أو ASAT)
○ أنزيم ألانين أمينوترانسفيراز (ALT)
○ إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP).
○ الألبومين في الدم.
○ الصفراء المباشر والكليّ (Bilirubin).
○ زمن البروثرمبين (PT).
كما أن اي تغيير في مستويات هذه التحاليل قد يشير الى الإصابة بتضرر او تلف في الكبد أو في القنوات الصفراوية أو كذلك العظام.
7-تحليل السكر في الدم
يعتبر تحليل السكر في الدم كذلك من بين التحاليل الشاملة التي يطلبها الطبيب للاطمئنان على صحتك وتشخيص داء السكري، وله عدة انواع، منها:
○ السكر الصيامي.
○ السكر العشوائي.
○ السكر التراكمي.
8- تحاليل الايونات و الكهارل في الدم للتأكد من ضبط مستويات السوائل بالجسم ومنها :
○ الصوديوم.
○ البوتاسيوم.
○ الكلوريد.
○ البيكربونات
9- تحاليل الهرمونات الذكورية والأنثوية وهي كذلك لا تقل أهمية عن سابقاتها ومنها:
○ التستوستيرون
○ هرمون الحليب (Prolactin).
○ البروجستيرون
○ الإستروجين.
○ الهرمون المنشط للحوصلة (FSH).
10- تحاليل البول
وهي انواع منها ما قد يحدد إلتهاب المسالك البولية ومنها ما يبين فاعلية الكلى ومنها ما يوضح حالات التسمم وكذلك السكري، الى غير ذلك من الادوار التي يمكن للبول أن يلعبه كتحليل.
هناك بعض التحاليل الأخرى التي قد يطلبها الطبيب بشكل دوري، ومثال ذلك :
○ تحليل البروتين المتفاعل (CRP) والذي يدل آرتفاعه على وجود التهاب او خطر معين بالجسم يجب تشخيصه بتحاليل أخرى او أشعة او غيرها.
○ تحليل تخثر الدم (Coagulation Panel) والذي يساعد في تشخيص الإصابة بالهيموفيليا، ونقص فيتامين ك وغيره.
○ تحاليل الأمراض المنقولة جنسيًا كالإيدز، والسيفيليس والسيلان، والزهري، والكلاميديا وغيرها.
○ تحاليل مستضدات السرطان في الدم والتي تساعدنا على تشخيص الأورام بصفة عامة، أو بصفة خاصة كأورام الكبد و الثدي و البروستاتا الخاصة.
○ تحليل اليوريك اسيد في الدم من أجل تشخيص داء النقرس.
هناك سؤال قد يتبادر الى ادهانكم جميعا وهو هل هناك شروط لإجراء هذه التحاليل الشاملة أم لا، نعم بالفعل المسألة تتعلق بأمرين إثنين حالتك الصحية وكذلك بالتحليل نفسه فلكل تحليل شروطه الخاصة يجب معرفتها قبل إجراء كل تحليل لكي لا يتم قراءة النتائج بشكل خاطئ بعد إجراء التحليل، بعض التحاليل لازم ان يكون الشخص صائم لعدة ساعات مثلا، وبعضها يتطلب التوقف عن استخدام أدوية معينة قبل إجراء التحليل لعدة ايام، وقد تكون هناك امور أخرى يوصي بها الطبيب المعالج مثل تجنب ممارسة الرياضة قبل الفحص.
ومنه وجب استشارة الطبيب المعالج دائما في هذه الجزئيات الأساسية والمحددة للنتيجة وكل ذلك من أجل الحصول على تحاليل ناجعة وموثوقة.
وفي الأخير فالتحاليل الطبية لها اهمية كبرى وفعالة في حياتنا الصحية لكونها طريقة جد فعّالة في تشخيص الوعكات الصحية وكدلك تتبعها وتمكننا من مجموعة من الامور منها :
○ تقييم الحالة الصحية والتأكد من سلامة الأعضاء الرئيسية في الجسم (الكلى، الكبد، الغدة الدرقية) وقدرتها على أداء وظائفها بشكل طبيعي.
○ التشخيص المبكر لبعض الأمراض كمرض الكلى، والسكري، وأمراض القلب، ومشاكل تخثر الدم، وفقر الدم وغيرها ليتمكن الطبيب من إيجاد الحلول المناسبة لها قبل تفاقم الوضع.
○ التأكد من نجاعة الأدوية في السيطرة على بعض الأمراض المزمنة.
○ التأكد من سلامة جهاز المناعة وقدرته على مجابهة العدوى والأجسام الغريبة التي تتربص بالجسم.
ونأتي الى السؤال الأخير وهو كم مرة يجب على الشخص إجراء التحاليل الشاملة للاطمئنان على صحته؟
الحقيقة لا يوجد عدد معين لإجراء التحاليل الشاملة لجميع الأفراد، المسألة تعتمد على صحة الشخص وعلى عمره وجنسه، الا أن المنظمات الطبية تُوصى بإجراء التحاليل على حسب الأعمار على هذا النحو :
○ الأشخاص من عمر 18-39 سنة، مرة كل 5 سنوات على الأقل.
○ الأشخاص من عمر 40-49 سنة، مرة واحدة كل 2-3 سنوات.
○الأشخاص الذين أعمارهم أكثر من 50 سنة، مرة كل 1-2 سنوات.
ومع ذلك السلطة التقديرية تبقى للطبيب المعالج، قد يطلب إجراء التحاليل الشاملة الدورية بشكل أقل أو أكثر على حسب التشخيص المراد تحديده وعلى حسب الحالة الصحية للشخص.